المواطنة نيوز – هشام الشكاري
في خضم موجة الاحتجاجات الاجتماعية التي شهدتها عدد من المدن المغربية خلال الأسابيع الأخيرة، كشفت تقارير إعلامية عن محاولات لتنظيم القاعدة استغلال هذه التحركات، عبر منتديات ومنصات رقمية مرتبطة به، من أجل توظيفها في دعايته المعتادة. ووصفت هذه المنصات ما يجري في المغرب بأنه نتيجة “أزمة تراكمت لسنوات”، في محاولة واضحة لركوب موجة الغضب الشعبي وتوجيهها نحو أجندات التنظيم.
غير أن مراقبين أكدوا أن هذه المحاولات لا تعدو أن تكون جزءًا من “الحرب الدعائية” التي اعتادت التنظيمات الإرهابية شنها كلما برزت تحركات شعبية في أي بلد. فالتنظيم، الذي تراجعت قدراته الميدانية بشكل كبير، يسعى إلى الحفاظ على حضوره الإعلامي عبر استغلال الأحداث الداخلية للدول، دون أن تكون له القدرة الفعلية على التأثير أو الاختراق.
ويؤكد خبراء أمنيون أن الأجهزة الأمنية المغربية، المعروفة بخبرتها الواسعة في مجال مكافحة الإرهاب، تتعامل بحذر ويقظة مع مثل هذه المحاولات، مما يجعل رهان التنظيم على اختراق الحراك الاجتماعي مجرد وهم. فالحراك القائم اليوم في المغرب شبابي محلي الطابع، يعبّر عن مطالب اجتماعية واقتصادية مشروعة، ولا يحمل أي خلفيات خارجية أو تنظيمية.
ويُجمع المراقبون على أن مثل هذه الحملات الدعائية التي يشنها تنظيم القاعدة ليست سوى محاولة لإظهار وجوده في الساحة، بعد تراجع نفوذه في السنوات الأخيرة، خاصة في ظل النجاحات الأمنية التي حققتها الدول، ومن بينها المغرب، في تفكيك خلاياه وإحباط مخططاته.
