المواطنة نيوز – هشام الشكاري
بعد موجة الاحتجاجات التي قادها شباب “جيل Z” في عدد من المدن المغربية، بدأت مجموعة من الشخصيات السياسية في الظهور مجددًا إلى الواجهة، محاولة استثمار الزخم الشعبي والالتفاف حول مطالب الشارع. هذا التحرك المفاجئ يثير تساؤلات عميقة لدى الرأي العام حول مدى صدقية هذه المواقف، خاصة وأن كثيرًا من هذه الوجوه غابت لسنوات عن المشهد، أو التزمت الصمت تجاه القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها المواطنون يوميًا.
ففي الوقت الذي كان فيه الشباب يعبّرون عن مطالبهم بإصلاح منظومتي الصحة والتعليم ومحاربة الفساد، لم تُسجَّل مواقف سياسية جريئة أو مبادرات فعلية من قبل العديد من الفاعلين السياسيين. اليوم، ومع تصاعد الأصوات في الشارع، تحاول بعض الأطراف تقديم نفسها كجزء من الحل، رغم أنها لم تكن حاضرة خلال فترات كان فيها التدخل السياسي مطلوبًا بإلحاح.
ويرى مراقبون أن هذا السلوك ليس جديدًا، إذ غالبًا ما تتحرك بعض الوجوه السياسية فقط في فترات الأزمات أو عندما تشتد المطالب الشعبية، في محاولة لاستثمار اللحظة سياسياً أو انتخابياً.
في المقابل، يطالب فاعلون مدنيون وسياسيون جادون بضرورة تجديد النخب، وإفساح المجال أمام كفاءات شبابية قادرة على تقديم حلول واقعية، بدل الاكتفاء بخطابات ظرفية لا تتعدى حدود ردود الفعل.