تحسن في العلاقات التونسية المغربية: اتصال هاتفي بين وزيري الخارجية يمهد لمصالحة مرتقبة

هاجر العنبارو

في خطوة تعكس تحسناً ملحوظاً في العلاقات الثنائية بين تونس والمغرب، أعلنت وكالة الأنباء التونسية عن تواصل وزير الخارجية التونسي المعين حديثاً، محمد علي النفطي، مع نظيره المغربي ناصر بوريطة. تأتي هذه المبادرة بعد مرور عامين من التوترات الدبلوماسية وغياب السفير المغربي عن العاصمة التونسية.

وجاء التواصل في أعقاب التعديل الحكومي الذي أجراه الرئيس التونسي قيس سعيد مؤخراً، والذي شمل تعيين كمال المدوري رئيساً جديداً للحكومة خلفاً لأحمد الحشاني. التعديل الحكومي هذا يعكس جهوداً لتحسين العلاقات الدبلوماسية وتعزيز التعاون بين تونس وشركائها.

ووفقاً للبيان الصادر عن وزارة الشؤون الخارجية التونسية، تم خلال الاتصال الهاتفي بين الوزيرين التأكيد على “عمق ومتانة الروابط الأخوية” التي تجمع بين الشعبين التونسي والمغربي، مع تأكيد الرغبة المشتركة في تعزيز أواصر التعاون في مختلف المجالات. وقد هنأ ناصر بوريطة الوزير التونسي الجديد على تعيينه، في خطوة تشير إلى رغبة البلدين في تجاوز الخلافات السابقة.

وأفادت مصادر أخرى بأن هذا الاتصال قد يكون بداية لمرحلة جديدة من المصالحة بين البلدين، مع احتمال عودة قريبة للسفير المغربي إلى تونس، ما قد يمهد الطريق لاستعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعي.

ويُذكر أن التوترات بين البلدين تصاعدت بشكل ملحوظ في أغسطس 2022، عندما قرر المغرب استدعاء سفيره لدى تونس، حسن طارق، احتجاجاً على استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد لزعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، خلال قمة إفريقية يابانية في تونس. وأعربت وزارة الخارجية المغربية آنذاك عن استيائها من هذه الخطوة، معتبرة أنها تعكس مواقف تونسية “معادية” للمصالح المغربية.

تلك الأزمة الدبلوماسية تسببت في مقاطعة المغرب لقمة “تيكاد” في تونس، ما زاد من حدة التوتر بين البلدين. ومع ذلك، يبدو أن هذا الاتصال الأخير بين وزيري الخارجية يمهد الطريق نحو استعادة الثقة وبناء علاقة أكثر توازناً بين تونس والمغرب.