المواطنة نيوز: خديجة النادير
في عصر التواصل الرقمي، أصبحت منصات وسائل التواصل الاجتماعي ساحة للتعبير عن الآراء والانتقادات، وفي بعض الأحيان، ساحة للهجمات الشخصية. يتعرض العديد من الشخصيات الإعلامية للهجوم من قبل أفراد يظهرون بشكل متهور وغير مبرر. لكن لماذا يحدث هذا؟ ولماذا يلجأ البعض إلى مهاجمة هؤلاء الأشخاص بدلاً من التركيز على القضايا الأكثر أهمية؟
1. إخفاء الحقائق الشخصية
أحد الأسباب الرئيسية لهجمات هؤلاء الأشخاص هو محاولة إخفاء الحقائق المزعجة عن أنفسهم. في كثير من الأحيان، يكون هؤلاء المهاجمون يعيشون حياة مليئة بالتحديات أو التصرفات غير المقبولة، ويشعرون بالقلق من أن تكون هذه الأمور مكشوفة للعامة. من خلال توجيه هجمات شديدة إلى شخصيات إعلامية، يحاولون تحويل الانتباه عن حياتهم الحقيقية والمشاكل التي يواجهونها.
2. شعور بالدونية أو الفشل
تترافق الهجمات الشخصية أحياناً مع شعور بالدونية أو الفشل. قد يكون هؤلاء المهاجمون غير راضين عن حياتهم المهنية أو الشخصية، ويشعرون بالغيرة من نجاح الآخرين. مهاجمة الشخصيات الإعلامية تعطيهم إحساسًا زائفًا بالقوة والتفوق، مما يمكن أن يساعدهم على تجاوز مشاعر الفشل والإحباط التي يواجهونها.
3. الاستفادة من الشهرة الوهمية
أحيانًا يكون الهدف من الهجوم هو جذب الانتباه وزيادة المتابعين. في عصر الإنترنت، يمكن أن يؤدي الهجوم على شخصيات معروفة إلى زيادة الاهتمام والتفاعل مع الحسابات الشخصية. هذا السعي للشهرة المزيفة يدفع بعض الأفراد إلى نشر محتوى استفزازي وجذب الانتباه بأي وسيلة، حتى لو كان ذلك على حساب سمعة الآخرين.
4. الانتقام من النجاح
قد يكون الهجوم على الشخصيات الإعلامية أيضًا محاولة للانتقام بسبب عدم القدرة على تحقيق نفس النجاح. يشعر بعض الأفراد بالإحباط لأنهم لم يستطيعوا تحقيق نفس المستوى من التقدير أو النجاح الذي وصل إليه الإعلاميون، ويعبرون عن هذا الإحباط من خلال مهاجمتهم. بدلاً من التعامل مع مشاعر الفشل أو النقص، يلجأ هؤلاء الأشخاص إلى الهجوم كوسيلة للتعبير عن غضبهم أو شعورهم بالظلم.
في النهاية، تكشف هذه الهجمات الشخصية عن عمق المشكلات النفسية والاجتماعية التي يعاني منها المهاجمون أكثر من كونها تعكس حقيقة الشخصيات الإعلامية المستهدفة. في عالم الإنترنت، يكون من المهم أن نتذكر أن الأشخاص الذين يهاجمون الآخرين قد يكونون ببساطة يحاولون إخفاء مشكلاتهم أو الشعور بالنقص، وأنه من الأفضل دائمًا النظر إلى الأمور بموضوعية وعدم الانجرار وراء تلك الهجمات
“لكن، هل يمكن أن نعتبر الهجمات على الشخصيات الإعلامية مجرد انعكاس لمشاكل شخصية أم أن هناك أسباباً أعمق تتعلق بكيفية تأثير الإعلام الجديد على مجتمعاتنا؟ كيف يمكن لمواقع التواصل الاجتماعي أن تُحول نقداً مشروعاً إلى هجمات شخصية، وكيف يمكننا كأفراد ومجتمعات أن نتعامل مع هذه الديناميات بشكل أكثر نضجاً؟ وهل نحن بحاجة لإعادة النظر في كيفية استخدامنا للتواصل الرقمي للحفاظ على حوار صحي وبناء؟”.
“خلف الستار الرقمي: لماذا يتحول الهجوم على الشخصيات الإعلامية إلى سلاح للتهرب من الواقع؟”
المواطنة نيوز
سلايدر
التعليقات - “خلف الستار الرقمي: لماذا يتحول الهجوم على الشخصيات الإعلامية إلى سلاح للتهرب من الواقع؟” :
عذراً التعليقات مغلقة