هاجر العنبارو
يأتي يوم عاشوراء كل عام ليجسد رمزية عميقة في قلوب المغاربة، حيث يتجلى الاحتفال بهذه المناسبة الدينية بطقوس تعبر عن تراث غني وروحانية عميقة،اذ تشهد شوارع المدن المغربية وقراها استعدادات استثنائية لاستقبال هذا اليوم.
ويبدأ الاحتفال في المغرب بالتزيينات الخاصة بالمساجد والزوايا، حيث تزدان بالأعلام والزينة الخاصة بالمناسبة. تتوزع الفعاليات على مختلف المدن، مع بروز خاصية لمدينة الدار البيضاء وفاس ومكناس التي تشهد احتفالات مميزة وحضورًا جماهيريًا كبيرًا.
في الأسواق التقليدية، يعم النشاط والحيوية، حيث يتجمع الناس لشراء المأكولات التقليدية كالحلويات الخاصة بالمناسبة مثل الحلوى والتمر،لتعم الأجواء الودية والتضامنية حيث يتبادل الناس التهاني والزيارات بين الأقارب والأصدقاء.
ويتجمع الأطفال ،في الأحياء الشعبية، للاستمتاع بالألعاب التقليدية والمسابقات الثقافية التي تنظم خصيصًا بمناسبة عاشوراء، اذ يتسابق الأطفال في مسابقات القراءة الجماعية للقرآن الكريم وفقرات أخرى تربوية تعكس أهمية الاحتفال بالتعليم والروحانية في هذا اليوم الكريم.
وتبرز في هذه الاحتفالات العديد من القيم الروحانية كالتسامح والتعاون والتضامن الاجتماعي، حيث يشكل عاشوراء فرصة للتلاحم بين أفراد المجتمع المغربي، بغض النظر عن اختلافاتهم الاجتماعية أو الثقافية.
بهذا الشكل، يتجسد الاحتفال بعاشوراء في المغرب كمظهر من مظاهر التراث الديني والثقافي، حافظًا على روابط الألفة والتعاون بين أبناء الوطن الواحد، ومعبرًا عن الروح الإيمانية العميقة التي تجمع المسلمين في هذا اليوم المبارك.
ويعكس احتفال عاشوراء في المغرب تجليات متعددة للروحانية والتضامن الاجتماعي، مما يجعله ليس مجرد مناسبة دينية بل شاهدًا على تلاحم ووحدة الشعب المغربي في وجه التحديات والمحن.
التعليقات - عاشوراء في المغرب: تقاليد تمتزج بالروحانية والتضامن الاجتماعي :
عذراً التعليقات مغلقة