المواطنة نيوز
محمد تامر.
أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) رسمياً عن رقم قياسي عالمي جديد، بعدما سجّل نهائي كأس العالم للشباب بين المنتخب المغربي ونظيره الأرجنتيني أعلى نسبة مشاهدة في تاريخ البطولة، بلغت حوالي 2.8 مليار مشاهد عبر مختلف القنوات والمنصات الرقمية حول العالم.
ويعد هذا الرقم غير المسبوق إنجازاً غير عادي في سجل الكرة المغربية والعربية والإفريقية، حيث لم يسبق لأي مباراة ضمن منافسات الفئات السنية أن استقطبت هذا الكمّ الهائل من المتابعة الجماهيرية، ما جعل اسم “المغرب” يتصدّر عناوين كبريات وسائل الإعلام الدولية خلال الأيام الأخيرة.
تؤكد الأرقام الصادرة عن “الفيفا” أن الحضور المغربي لم يكن رياضياً فقط، بل كان حضوراً تسويقياً وصورياً ودبلوماسياً بامتياز. فمشاهدة أكثر من ربع سكان الكرة الأرضية لمباراة تحمل اسم “المغرب” تعني أن المملكة حققت قفزة نوعية في بناء صورتها العالمية، خاصة في مجال القوة الناعمة التي أصبحت الرياضة أحد أبرز أدواتها.
ويرى مختصون في الشأن الرياضي والتسويقي أن هذا الإنجاز يترجم إلى مكاسب غير مباشرة تتجاوز حدود المستطيل الأخضر، إذ يُتوقع أن يُنعش هذا الزخم الهائل قطاع السياحة والاستثمار الأجنبي، ويعزز ثقة الأسواق الدولية في المملكة باعتبارها بلداً مستقراً، منفتحاً، وقادراً على التنظيم والتميز في كبرى المحافل.
مصادر اقتصادية أكدت أن حجم المتابعة العالمي للمباراة سيُحدث دفعة قوية للقطاع السياحي المغربي، خصوصاً بعد تداول صور الجماهير المغربية وأجواء المدن المحتضنة للمونديال على نطاق واسع عبر القنوات العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي.
ويرى محللون أن قيمة هذا الظهور العالمي لا تقلّ عن حملات ترويجية بملايين الدولارات، حيث أصبحت صورة المغرب ترتبط في أذهان المتابعين بالنجاح، التنظيم الجيد، والحماس الجماهيري الفريد.
وفي السياق ذاته، أشارت تقارير إعلامية إلى أن الشركات الراعية وشبكات البثّ الدولي حققت نسب متابعة وأرباحاً قياسية، ما يعزز مكانة المغرب كوجهة مفضلة لاستضافة التظاهرات الرياضية الكبرى مستقبلاً.
هذا الإنجاز يأتي ليؤكد مرة أخرى أن الكرة المغربية تسير على منحى تصاعدي مستمر، بعد الأداء التاريخي للمنتخب الوطني الأول في مونديال قطر 2022، والنجاحات المتتالية لمنتخبات الفئات الصغرى في مختلف المنافسات القارية والدولية.
ويُجمع المتتبعون على أن ما تحقق ليس وليد الصدفة، بل نتيجة رؤية استراتيجية واضحة أطلقتها المملكة تحت توجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والذي جعل من الرياضة رافعة للتنمية ووسيلة لترسيخ صورة المغرب الحديثة والمبدعة.
بهذا الرقم التاريخي، يكون المغرب قد دخل فعلاً سجلات التاريخ الرياضي العالمي، ليس فقط بأداء لاعبيه داخل الميدان، بل أيضاً بما أبان عنه من قدرة تنظيمية وجماهيرية توازي كبريات الدول الرياضية.
إنه إنجاز يُضاف إلى سلسلة النجاحات التي جعلت من المملكة المغربية اليوم أيقونة رياضية عالمية، قادرة على جذب أنظار العالم، وتحويل كل مشاركة إلى حدث استثنائي يُعيد رسم خريطة الرياضة في القارة الإفريقية والعالم العربي.


















