المواطنة نيوز – هشام الشكاري
في خضم الاحتجاجات التي تعرفها بعض المدن، يبرز دور الإعلاميين كعنصر أساسي في نقل ما يحدث على الأرض بموضوعية ومهنية. غير أن ما يلاحظ في الآونة الأخيرة هو انتشار عدد من المقاطع المصوّرة المقتطعة من سياقها، والتي يتم تداولها بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، بحثاً عن نسب المشاهدة والتفاعل، دون مراعاة لأخلاقيات المهنة أو تأثير تلك المقاطع على الرأي العام.
إن المسؤولية الملقاة على عاتق الإعلاميين، سواء المحترفين أو صانعي المحتوى، تفرض عليهم الالتزام بنقل الصورة الكاملة والدقيقة، والابتعاد عن المبالغات أو التركيز على مشاهد معزولة لا تعبّر عن حقيقة ما يجري في الميدان. فالاحتجاجات، مهما كان طابعها، تظل تعبيراً عن مطالب فئات من المواطنين، ويجب أن تنقل بعدسة إعلامية مهنية تعكس الواقع، لا أن تُستغل لتحقيق انتشار لحظي.
كما أن التغطية الإعلامية المسؤولة تساهم في تهدئة الأوضاع وتوضيح المطالب، بدل تأجيج التوتر أو إعطاء صورة سلبية عن المشاركين أو السلطات. ومن هنا تأتي الدعوة الموجهة إلى جميع الزملاء والأصدقاء الإعلاميين إلى التحلّي بروح المسؤولية المهنية، ونقل صورة مشرفة عن الاحتجاجات، مع التركيز على مضمونها ورسائلها الحقيقية، لا على اللقطات التي قد تثير الجدل فقط.
فالإعلام ليس مجرد ناقل للحدث، بل شريك في تشكيل الوعي الجماعي، ومسؤول عن المساهمة في بناء رأي عام واعٍ ومتوازن.
